الأربعاء، 9 مارس 2011

الشيخ سيدي احمد الرقيبي

الشيخ سيدي احمد الرقيبي


من هو؟

سيدي احمد ولد احمد ولد احمد هم ثلاثة, فكيف سمي كل واحد منهم عن الاخر؟ فسيدي احمد الركيبي الاول جده هو: محمد ولد احمد ولد محمد ولد يوسف بن علي ’ دفين مراكش وهو واحد من سبعة رجال’ بن عبد الله بن محمد بن غبد الكريم بم احمد موسى بن علي بن غانم بن مجاط بن خطاط بن عيسى بن عبد الله بن احمد بن عبد الواحد بن عبد الكريم بن عبد السلام بن مشيش بن ابي بكر بن محمد بن حرمة بن عيسى بن سالم بن حيدرة بن علي بن احمد بن محمد بن عبد الله بن ادريس بن ادريس بن الحسن المثنى بن الحسن السبتي بن علي و امه فاطمة الزهراء بنت محمد صلى الله عليه و سلم.
وسيدي احمد الركيبي كان يقطن بمراكش حيث ابوه وجده و اعمامه في حين كان احد اجداده بتادلة استوفوا السلسلة الذهبية المذكورة الى زرهون و فاس.

سبب قدومه للمغرب :

يذكر ان اهل درعة اصابهم قحط عظيم حيث توالت عليهم سنوات عجاف فاقترح احدهم استقدام شريف و اشار عليهم بالذهاب الى مراكش و بالضبط عند عبد الواحد ولد سيدي يوسف بن علي, وان ياتي معهم او يبعث و اياهم احد ابنائه لتتبرك به البلاد و العباد. واخدوا بهذا الراي و قصدوا الشريف بمراكش فلما وصلوه سالهم عن مقصدهم فاجابوه باننا ضيوف الله ولناعندك طلب, فرد عليهم بانه لن يسالهم عن غايتهم الا بعد انصرام ثلاثة ايام و ثلاثة ليال, و بالفعل و بعد قضاء المدة المقررة استفسرهم عن حاجتهم فطلبوا منه ان يرافقهم هو او احد ابنائه لتزور منه البلاد و تتبرك به, فقال لهم امهلوني لحظة و ساعود لكم ثم استشار خلالها مع ابنائه فاختار اصغرهم وهو سيدي احمد فذهب الى وادي درعة, فما ان حل بينهم و طلبوا بركته. باعتبار من آل البيت حتى اكرمهم الله بالمطر و الزرع ز التمر و عم الخير و ألبس الله الارض زينتها, فلما رأوا ما حل بهم من خير بسبب قدومه عليهم عظموه و كرموه فذاع صيته في جميع بلاد وادي درعة و نواحيها آنذاك.
ولما بلغ من العمر 18 سنة تزوج منهم و حملت زوجته فلما بلغت شهرها السادس وافاه الاجل المحتوم, ولما وضعت بعد التمام, كان المولود ذكرا فاستبشروا بذلك فسموه على والده سيدي احمد تفاؤلا ببركته فنشأ و ترعرع بين أخواله معززا مكرما. ولما بلغ من العمر ما شاء من العمر ما شاء الله تزوج من أخواله كام فعل والده فلما حبلت زوجته و ما أن بلغت شهرها السادس حتى وافت زوجها المنية فأنجبت هي الاخرى ذكرا فحمل اسم والده سيدي أحمد و هو الملقب بالرقيبي دفين الحبشي و هي بلدة تبعد الى الشمال الشرقي من مدينة السمارة بحوالي 140 كلم. فمن خلال ما سبق يظهر لنا جليا سر تسمية كل واحد من الثلاثة على الاخر, سيدي أحمد ولد سيدي أحمد ولد سيدي أحمد, حيث أن الابن يحمل اسم أبيه في حالة وفاة هذا الاخير عنه وهو مازال جنينا, وهي عادة كانت و ماتزال سائدة الى اليوم.
وسيدي أحمد الاول القادم من مراكش دفن في فم وادي الخواريع و سيدي احمد الثاني في الركيبية أما سيدي احمد الثالث فقد ازداد بالاخناك بوادي درعة. وقد عرف عند قبائل الصحراء منذ ميلاده بالهيبة و التوقير و الاحترام و كان قد انهمك قبل بلوغه بحفظ القرآن الكريم. و بالفعل فقد حفظه بالروايات السبع, ثم اشتغل بعد ذلك بالعلوم و كثرة العبادة و عرف بين الناس بالرجل الصالح التقي الورع. وقد كانت له كرامات يعرف بها كسائر الاولياء كلهم وقد جاء في الحديث الشريف "ما كانت معجزة لنبي الا جازت أن تكون كرامة لولي" .

كراماته :

من ضمن كراماته رحمه الله انه كان يغيب عن أعين الناس الموجود معهم زمنا طويلا لا يعرفون له سبيلا فيمكث ما شاء الله من أيام في سياحته يتعبد و عندما يعود إليهم يأتي ممتطياظهر أسد. ومنها أيضا انهم كانوا يرون أحيانا زوبعة من الرياح فإدا به وسطهم وعندما يحل بهم يسروا به و يجتمعون حوله فرحا به وإعجابا بكراماته فيروي لهم ما يجول بخواطرهم, لذا كانوا يقولون حينما يقدم عليهم جاءكم الرقيب أي المطلع و هذا هو أصل اشتقاق الاسم حتى أصبح يطلق عليه الرقيبي "أتاكم الرقيبي, أتاكم الرقيبي ..." وكان أيضا في عباداته يتخد وردا كأهل الصوفية يقول فيه "الرقيب, الرقيب..." حتى اصبح الناس يدعونه بالرقيبي, سيدي أحمد الرقيبي فصار أبناؤه يعرفون في أجله أ ينتقل الى مسقط رأسه وادي درعة بمكان يدعى " لخناك" و ترك النخل و العبيد و ذهب سائحا متجولا يعبد الله تعالى و حينما قدم إلى "الشبيكة" حل بمكان بها (مغارة) ومكث حوالي عشرة سنوات يتعبد هناك.
هذا المكان لازال قائما يدعى الخلوة أي مكان التعبد المنعزل والناس تزوره اليوم تبركا به و تعظيما لشأنه, وسكن بالمكان المذكور حيث التقى بقريبه و رفيقه سيدي عامر الهامل أحد أولاده و مكث معه نحو عامين, وبسبب جهاده فقد سيدي عامر ماله و أولاده. و نظرا لقرابته للشيخ سيدي أحمد الركيبي لأنه هو الاخر من الادارسة طلب منه أن يقتسم معه ماله لأنه كان غنيا لكن أبى سيدي عامر فسكن الشيخ سيدي أحمد الركيبي هذه الارض مدة ثماني قرون وهو أول من نزل بهذه الارض المغربية و أنجب أبناءه الثلاثة: علي و قاسم و عمر وله بنت واحدة تدعى سلطانة. و هؤلاء هم من تفرعت عنهم قبائل الركيبات الادارسة.

وصيته لابنائه قبل موته :

حينما اقترب أجله دعا الشيخ أولاده ولما اجتمعوا حوله قال لهم: "أوصيكم يا أبنائي بتقوى الله و التمسك بالسنة المحمدية ثم العهد و الوفاء و الاخلاص و الطاعة لمن ولاه الله أمر الامة المغربية عبر تاريخها المجيد لان طاعة ولي الامر من طاعة الله و رسوله كما قال صلى الله عليه وسلم "من أطاعني فقد أطاع الله ومن عضاني فقد عصى الله ومن طاع أميري فقد أطاعني ومن عصى أميري فقد عصى الله", ثم قال لهم مضيفا: "يا ابنائي ما تركت لكم من عدو من المسلمين في مشارق الارض و مغاربها, فكل المسلمين إخوتي و أصحابي, وأنا علي أني ذكركتكم بذلك ولم اترك لكم من عدو سوى النصارى فأحذروهم ثم جاهدوهم وبكل ما أوتيتم من قوة امتتالا لقوله تعالى: " يا أيها النبي جاهد الكفار و المنافقين و أغلظ عليهم, مأواهم جهنم وبيس المصير" صدق الله العضيم.
وقد تمسك ابناؤه بالفعل بالوصية و صاروا يجاهدون النصارى ذوذا عن كرامة هذا الوطن و عزته, وفي هذا الإطار خاضوا معارك ضارية ضد المستعمر الفرنسي و الاسباني منذ بداية القرن التاسع عشرة و كبدوه خسائر فادحة في الارواح و العتاد.

اضف تعليقك هنا